كم .. تعذبت وأنا أسرح في ميادين الهوا ، محتار بين شوقي ودقات قلبي ..
وكم.. تأملت في عيوني فلم أرى فيها سوى دمعات حزينة تجري على خدود يتيمة
تنادى ارحموا صاحب العبرة الندية ، وطفوا نار الأسى بصدره وأسدلوا الستار
على عيونه فقد تكسر العشق بين أضلاعه واندفن الموت لأحبابه ...
كم هذا قاسى ما دام الصخر قاسى أليس هذا مؤلم لقاء ووفاء ووداع ربما إلي
الأبد لا أحتاج في دنيتي سوى رثائي لأنني جسدٌ بلا روح أعبر بيه بحور الخوف
.. كل هذا لا يهم ما دام قد مات الإحساس في داخلي وذبلت الأغصان في حديقتي
فأصبحت أرض صماء لا تنبت سوى الملح الذي ينثر في الهواء
لحظة أيتها الأسماع لم تنتهي معاناتي فلم يزل في الصدر كلمات تحرق الشموع
وتهطل لها شأبيب الدموع ما ذنب من كان في الحب ينادي ويسهر الليالي فيحرم
من صوت عاشقه الذي كان يلوح فيله في الأفق كخرير ماءٍ ينساب من جدول
صغير يحكي حكاية جبل كبير كان ينبض قلبه بأسمى المعاني ويناظر تله صغيرة
ربما تعشقه وتربو إلي مجده ربما قبل به يوما فيتعانقان إلي الأزل ......